ذهبت في اجازة العيد الكبير إلى بلدي بني مزار التي أستقر بها والدي و اسرته كلها منذ سنوات عديدة، جلست أسامر ابنة عمتي التي سألتها عن موطن رأس الأسرة الفعلي ، فقالت لي انهم اصلا من البهنسا. ثم بدأت تحكي عن تلك المدينة الفريدة من نوعها التي شهد ترابها قدوم السيد المسيح مع والدته السيدة مريم و أحتما أثناء سفرهم الطويل تحت شجرة على ربوة في تلك المدينة على البر الغربي. عرفت حكاية تلك المدينة الرائعة التي شهدت موقعة فريدة أثناء فتح عمرو بن العاص لمصر، كانت من اكبر الحاميات الرومانية في الصعيد كله ، لذلك أرسل بن العاص سنة 22 هجريا جيش قوامه ثمانية آلاف معظمهم من الصحابة و منهم سبعين صحابيا ممن حضروا غزوة بدر مع الرسول الكريم. تقول الروايات ان المصريين الأقباط ساعدوا جيش المسلمين بقيادة قيس بن الحارث، في حصار الحامية ذات الأسوار العالية و قاتلا معا بشدة و ضراوة لفتح هذا المعقل الكبير الذي سيقودهم لفتح الصعيد باسره. توفى من المسلمين خمسة آلاف من بينهم زوجات و أبناء الصحابة وتوفى كثير من المصريين الأقباط معهم في نفس الموقعة ، هناك على تلك البقعة المباركة دفن هؤلاء الشهداء جميعا جنبا إلى جنب. في البهنسا غربا بجوار مسجد «علي الجمام» تقع جبانة المسلمين التي يوجد فيها وحولها القباب والأضرحة التي تنسب للصحابة والتابعين والعلماء الذين زاروا المدينة في أوقات سابقة. كانت بلدتي بني مزار تسمى اصلا باب المزار لأنها تقع على أعتاب تلك البقعة المباركة من أرض الشهداء و مدخل البهنسا ، تحوي أرض مصر كلها سمة الطهارة لما حلّ عليها من رسل و تابعين و صحابة أرتحلوا بين أراضيها ، أحتموا بأهلها ، أستأنسوا بطيبة شعبها ، بالحب الذي يطفو فوق مياه نيلها. فرفقا بها و حنانا لمن قتلوا و عاشوا في سبيل أرضها ، و سلاما على خيرة ابنائها من دفعوا أرواحهم فداءا لنصرة حريتها و كرامة اهلها ، من كانوا و سيظـلّوا خيرة أجناد الأرض فوق ربوعها. فأدخلوها بسلام آمنين أو أرحلوا بشرّكم الدفين و كيّدكم المكين فنحن في رباط إلى يوم الدين.
السبت، أبريل 02، 2011
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق